-->

أنقر لمتابعتنا

الأحدث


عصير الفاكهة
عصير الفاكهة هو محلولٌ مائيٌّ حاضر بصورة طبيعيَّة في أشكال مغايرة من ثمار الفاكهة، يُصنَع بضغط أو سحق الثمار ميكانيكياً لاستخلاص أضخم كميَّة ممكنةٍ من الماء المتواجد داخلها، ولأنَّ عمليَّة الضغط تلك لا تُنتج سخونةً تُذكَر، فهي تحمي وتحفظ مُعظم المحتوى الغذائي الطبيعي للثَّمرة.[١] في عام 2012، قدَّرت مُنظَّمة المأكولات والزراعة الدولية (الفاو) الإصدار الدولي من عصائر الفواكه الحمضيَّة (التي تتضمن البرتقال والليمون) بـ 12,840,318 طن.[٢]



تاريخ عصير الفاكهة
بدأ عصير الفواكه يكتسب شعبيَّةً تجارية في الولايات المُتحدة مع طليعة القرن العشرين، وهذا وقتما تطوَّرت تقنيات البسترة (أسلوب وكيفية لتخسين السوائل وقتل أشكالٍ مُعيَّنة من الجراثيم داخلها)، والتي سمحت لأول مرَّة بإنتاج وتخزين العصير في مصانع بكميَّات تجارية دون أن يَفسد، ففي السابق، كانت الكيفية الوحيدة لحفظ العصير هي تخميره، ممَّا يقود إلى تحوُّله إلى كحول.[٣] خلال الموقعة الدولية الثانية، طلبت حكومة أميركا من فرق بحث علميٍّ المُساعدة على تعديل منتجٍ باستطاعته أن تزويد العساكر الذي يُقاتلون في حين خلف البحار بفيتامين C بأسلوبٍ مُنتظمة.


وقتما بدأت تصنيع العصير بكميَّات تجارية كان يحتاج إلى نكهة الفاكهة إلى حد ماً، وهذا لأنَّه كان يُجمَّد ويُركَّز، ثم يُعَاد تخفيفه بالماء بينما في أعقاب، وقد كانت تلك العلميَّة تتسبَّب بفقدان مُعظم المذاق الطبيعيّ، فعندما ينهزم العصير ماءه، كانت تذهب نكهته معه. لدى هذا، بدأت مؤسسات الإصدار بإلحاق عصير طازجٍ إلى المُركَّزات لإرجاع المذاق الأصلي إليها، وعندما توصَّل الباحثون إلى هذا كانت الموقعة الدولية قد اختتمت، لكنَّ تصنيع عصير البرتقال تشعبت وتوسّعت على مدىٍ فضفاضٍ بشكل كبيرً في الولايات المتحدة الامريكية، وخلال ستينيّات القرن العشرين، اكتشفت كيفيَّة تصنيع المنكِّهات الصناعية، ممَّا نتج عنه تطور التصنيع بسُرعة شديدة، وانتشار سلع العصير المُخفَّفة بالماء والسُكَّر، حيث بات من السَّهل على مؤسسات الإصدار إستظهار العصير في مستوعبات حديديَّة هائلة لمُدَّة سنة كاملة دون التوتر من مُشكلة فُقدان مذاقه الطبيعيّ.[٤]


رُغم هذا، لم يبدأ تجهيز أو تقييد تجارة العصير - قانونياً - حتى وقت متأخر، إذ لم تكن مؤسسات إصدار العصير مُجبرةً على الإفصاح عن النسبة الحقيقيَّة لعصير الفاكهة في منتجاتها قبل السبعينيات، ومع ظهور المنكهات الكيميائيَّة الصناعيَّة، صارت مصانع العصير قادرةً على مزج منتجاتها مع نسبٍ هائلة من الماء، ثم إضافة السكر والمنكهات لتكتسب طعماً لا لا يتشابه بكثرةً عن مذاق العصير العاديّ، ممَّا أنتج انتشار الغش في التصنيع. في عام 1977، صدر تشريع في أميركا يُجبر مؤسسات إصدار عصير البرتقال على تقرير نسبة الفاكهة في منتجاتها، وهذا لكونه العصير الأكثر انتشاراً في البلاد، لكنَّ ذلك التشريع لم يتمدَّد ليشمل بقية أشكال الفواكه حتى عام 1990.[٣]



نفع عصير الفاكهة
تُسَاعد عصائر الفاكهة في تزويد الجسد بعددٍ من المأكولات والمشروبات الهامّة، مثل مضادات الأكسدة التي تعاون على مقاومة السرطان، وايضاً الكثير من الفيتامينات الرئيسيَّة للصحَّة، مثل فيتامين C الذي يضبط عمل الجهاز العصبي وفيتامين K اللازمِّ لصحَّة العظام، مثلما يُمكنه تزويدك بكميَّة من المواد المعدنية المتواجدة في الفاكهة.


قد يُساعد عصير الفاكهة - بدرجةٍ ما - على الدفاع من مرض السَّرطان، لكنَّ البحث العلميّ بذلك الخصوص ما زال محدوداً. يُزعَم في بعض الأحيانً أنَّ عصير الفاكهة يُنظّف الجسد، لكنَّ هذا خطأ، حيث إنَّ الكبد والكلى قادران على تطهير الجسد من السُّموم على نحو طبيعيّ، ورغم أنَّ القلة يُروِّج لحمية عصير الفاكهة بكونها أداة جيِّدة لتقليل الوزن، لكنَّها قد تنطوي على نتائج سيِّئة على النطاق البعيد، إذ إنَّ فائدتها الرئيسية تنحصر في تقليل نسبة السوائل في الجسد، وعلى النطاق الطويل قد تتسبَّب باستهلاك الجسد للأنسجة العضليَّة نتيجة لـ عدم استحوازه على غذاءٍ كاف.[٥]


رغم أنَّ كميَّة من الفيتامينات المُغذِّية يُمكن أن تكون مفقودةً في العصائر التجارية التي تشتريها من مكان البيع والشراء، لكنَّك لن تفقدها وقتما تعصر الفاكهة في بيتك. من ناحيةٍ أخرى، لا يَحمل عصير الفاكهة إلا كميَّة قليلة بشكل كبيرً من الأنسجة الغذائية المتواجدة في ثمار الفواكه الأصلية، وهي واحدة من التلفيات الرئيسيَّة لعصر الفاكهة.[٦]


بصُورةٍ عامَّة وقتما شراء العصائر، من المُحبَّذ اختيار بضائعٍ معصورةً مؤخراً أو معصورة على الفور من ثمار الفاكهة (إذا كان هذا متوفِّراً)، وتجنَُبُ أي بضائعٍ فيها سكريَّات مُضافة بمقدار الإمكان. لدى الرغبة بشُرب العصير، فإنَّ من أجود الاختيارات المُتاحة عصير البطيخ، الذي يتضمن على نسبة عظيمة من عكسيَّات الأكسدة التي تُقلِّل من خطر الإصابة بأمراض الفؤاد، أو زيادة ضغط الدم، أو التعرُّض للسرطان.


يتضمن عصير الرمَّان ايضاًًً على نسبة معتبرةٍ من مضادات الأكسدة، وهذا عدا عن أنه غنيٌّ بفيتامين E وفيتامين C المُفيدين في تقليص تجعدات البشرة وحمايته من أشعَّة الشمس، وأما عصير البرتقال فهو نافعٌ للغايةً لاحتوائه على نسبة عملاقةٍ من فيتامين C الذي يُقوِّي الجهاز المناعي ويُخفِّض من ضغط الدم.[٧]



مشاكل عصير الفاكهة
يتخيل الكثير من المُتخصِّصين في ميدان التغذية أنّ عصير الفاكهة قد لا يكون خياراً صحياً جيِّداً، لأسباب مُختلفة. فمن ناحيةٍ أولى، يَحذر المتخصصون الفرد العادي البالغ بتناول نحو 5 حصصٍ من الفواكه والخضروات كلَّ يوم، لكنَّهم لا يشاهدون أنَّ شرب عصير الفاكهة يُمكنه البدل عن أيِّ واحدةٍ من تلك الحصص، لأنَّه يحتاج إلى نسبةٍ هائلةٍ بشكل كبيرً من المُغذِّيات المتواجدة في الثمار المُكتملة. عدا عن هذا، يمتصُّ الجسد العصير بسُرعةٍ ضخمً بعد أن يدخل المعدة، بحيث لا يحصل على فُرصةٍ هائلة للاستفادة من الطعام الضَّئيل المَوجود فيه، بينما قد يُسبِّب زيادات مفاجئة في درجة ومعيار السكر بالدم، فحسبما تقول الباحثة في ميدان التغذية سوزان جيبّ: "بجميعِّ صراحة، وقتما يبلغ العصير إلى معدتك، فإنَّ جسمك لن يحصل على العديد من الدهر ليُميِّز ما إذا كان عصير برتقالٍ أم شراب كوكاكولا". في المُجتمع البحثيّ، كان يُعتبر عصير الفاكهة في مُنتصف القرن العشرين - على العمومٍّ - مصدراً صحيًّا للغذاء، لكنَّ إتجاه البصر تلك قد تغيَّرت بكثرةً  خلال الفترة الأخيرة، حيث لا يُشجِّع مُعظم المتخصصون هذه اللحظة تناول تلك العصائر.[٤]



تزايد السكريَّات
من المُشكلات الأساسيَّة التي تُتوتر المتخصصون حيال عصير الفاكهة هي نسبة السكريَّات المُرتفعة فيه، فمع أنَّ العصير يوحي بأنَّه غذاءٌ صحيٌّ بشكل كبيرً كونه "طبيعياً" ومصنوعاً من "الفاكهة"، لكنَّ كميَّة السكر فيه معادلةٌ على الإطلاقً (في العديد من الأحيان) لكميَّة السكر في المشروبات الغازية مثل الكوكاكولا، بل في العالم الحقيقي، قد تتجاوزها في بعضٍ من الحالات، فبينما يتضمن كلُّ كأسين من شراب الكوكاولا على 140 سعرةً حراريَّة بما فيها أربعين غراماً من السكر (ما يُعادل عشرة ملاعق شاي)، يتضمن كأسان من عصير التفَّاح الطبيعيّ على 165 سعرةً حراريَّة بما فيها 39 غراماً من السكر (أو ما يعُادل 9.8 ملاعق شاي).[٨]


تبرز المتشكلة، لدى مضاهاة عصير الفاكهة مع الثمار الطبيعيَّة، بأنَّه من السَّهل استهلاك العصير بكميَّات ضخمةً دون حساب، ممَّا يرفع بكثرةً من حصَّة السكريات اليوميَّة، دون أن يرفع معها الحصة الغذائية بما يَكفي، الشتمَّب في هذا هو أنَّ الأنسجة الغذائية المتواجدة في الفاكهة تعاون على إخطار الفرد بالامتلاء عقب الطعام، وأما العصير فهو يتطلب بالكامل إلى حد ماً للألياف، ممَّا يفتح الميدان لتجرُّع مقادير عظيمة منه دون إحساس بالشَّبع.[٥] قد لا يكون شُرب عصير الفاكهة سيئاً للغايةً فيما يتعلق لشخصٍ يُحافظ على وزنٍ صحيّ، لكنَّه قد يُمثِّل مُشكلةً عظيمة - من ناحية أخرى - لمن يتكبدون من مشاكل الوزن والتغذية. بصورةٍ عامَّة، ينصح بعض متخصصون التغذية بعدم تناول أكثر من  125 مليمتراً (1/2 كأس) من عصير الفاكهة في اليوم الواحد.[٩]



المعالجة
عدا عن هذا، العديد من مؤسسات إصدار العصير تقوم بمُعالجة منتجاتها بأسلوبٍ لا تدركها، فمع أنَّها قد تُوزِّع العصير تحت تسمية أنَّه "طبيعيٌّ مائة%" أو "غير مصنوعٍ من عصير مُركَّز"، لكنَّ هذا لا يقصد أنَّه محتفظٌ بخصائصه الطبيعية؛ فبعد أن يُستُخلص العصير من الفاكهة الطبيعيَّة (كالبرتقال مثلاً) في المصنع، يُمكن أن يوجد مُخزَّناً داخل صوامع عملاقة لمُدَّة سنةٍ كاملة، ممَّا يقود إلى فقدان أغلب نكهته. لدى هذا تضطَرُّ المؤسسة المُصنِّعَة إلى إضافة مُنَكِّهاتٍ صناعيَّةٍ إليه للتعويض عن المتشكلة واسترجاع مذاق العصير الجيِّد. ذلك فيما يتعلق للعصائر مرتفعة السعر، أما الإشارات التجاريَّة الرَّخيصة، فمن المُمكن أن تبيع بضائعٍ أكثر قربا إلى ماءٍ بالسُّكَّر له شيءٌ طفيفٌ من مذاق الفاكهة.[٨]



الملخص
رغم أنَّ عصير الفاكهة يتضمن بشكل فعلي على كميَّات من مكونات نافعة، مثل عكسيَّات الأكسدة والفيتامينات، لكنَّها ضئيلة للغايةً؛ بحيث قد لا تكون كافيةً للتعويض عن مضارِّه من السكريَّات العديدة، وهذا عدا عن أنَّ العصير يحتاج بصورةٍ كامِلَّة إلى الكثير من المُكوِّنات الرئيسيَّة التي تجعل ثمار الفاكهة الأصليَّة مُغِّذية، منها مثال على ذلك الأنسجة الغذائية، التي تكون غنيَّة للغايةً داخل الثمار وتعين الجسد على الهضم، فيما تنعدم إلى حد ماً في العصير.[٨]
Mohamed
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع تقنية ومعلومات .

جديد قسم : مشروبات

إرسال تعليق